القطرة"" في زمن الذلقراطية '''
القطرة"" في زمن الذلقراطية'''
نزول الأمطار أضحى وبالا على سكان القصدير بمديونة
الحصول
على سكن لائق'' هو الحلم الذي يراود سكان القصدير بمديونة ، وهذا الحلم لازمهم منذ سنوات، ورغم انقضاء السنوات إلا أن
هذا الحلم يبقى حبيس تخيلاتهم وتصوراتهم وآمالهم، بالرغم من مناشدتهم
المتكررة للمسؤولين والجهات المعنية على كل مستوياتها، فهم لا يزالون
يعيشون جحيم الحياة في بيوت قصديرية تفتقر لأدنى الشروط الضرورية، وما زاد
الوضع تعقيدا، تفاقم معاناتهم خلال هذا الفصل مع تساقط الأمطار والتي
جعلتهم يواجهون يوميا كابوسا حقيقيا صنع يومياتهم طبيعة الأسقف والجدران المميزة للبراريك،و رهنت تفكير العائلات في خطرين اثنين، إما سقوطها على رؤوسهم بفعل ضغط وقوة نزول المياه من السماء، أو لامتلائها بالمياه
المتجمعة التي تحوّل المكان إلى برك وبحيرات مائية.
أزمة السكن هي الدافع الرئيسي للجوء إلى القصدير
أجمع سكان القصدير بمديونة في تصريحاتهم لـ'' مديونة نيوز'' أن الوضعية الاجتماعية الجد متردية وكذا افتقارهم لسكنات هي من الأسباب الرئيسية التي دفعتهم للجوء إلى هذا المكان لتشييد سكنات فوضوية والاستقرار فيها، وهي التي سمحت لهم وساعدتهم على ستر أبنائهم، في غرفة أو غرفتين على الأكثر، فهم ينتظرون من المسؤولين الالتفاتة إلى معاناتهم والتدخل لترحيلهم إلى بيوت ومنازل لائقة تحفظ كرامتهم وصحتهم، وتقلل من معاناتهم اليومية، حيث استنكر السكان بشدة سياسة التهميش والإقصاء المفروضة عليهم
المعيشة في هذا السكن ''مرة وأثقل من أن يتحملها بشر''
اكتشفنا
خلال الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى بعض الدواوير أن سكان القصدير بمديونة يعيشون حقا
يوميات مزرية، وجد صعبة، بسبب الوضعية الكارثية التي آلت إليها سكناتهم
القصديرية التي ''لا تتلائم حتى لتربية المواشي'' بحسب تعبير أحد
القاطنين· وصرح السكان أن المعيشة في هذه المنطقة مرة وأثقل من أن يتحملها
بشر، لأن تدهور الوضع البيئي للدواوير يزداد تأزما من يوم لآخر، وما زاد من
معاناة السكان هو تساقط الأمطار الذي جعل من حياتهم كابوسا حقيقيا، حيث
أكدوا أنهم يواجهون خلال كل فصل شتاء مصاعب حادة نتيجة كثرة البرك المائية
والأوحال وتسرب مياه الأمطار إلى داخل غرفهم، كون هذه الأخيرة تعرف تصدعات
وتشققات، ناهيك عن البرودة القارصة التي تشهدها المنطقة وكذا الفيضانات
التي تهددهم. إلى جانب
ذلك يشتكون من انتشار الأوساخ وكثرة الفئران وكذا الحشرات الضارة التي
تسبب لهم أمراض خطيرة
تغطية أسقف البيوت بالبلاستيك لمنع تسرب الماء إلى الداخل
شهدنا
خلال تواجدنا في بعض الدواوير بمديونة أن العديد من العائلات قامت بوضع مادة
''البلاستيك'' على أسقف بيوتهم الفوضوية لتدعم الصفائح القصديرة قصد منع
تسرب الأمطار إلى الداخل، وهذه الصورة تؤكد حقا ضخامة حجم المعاناة التي
يعيشها السكان· وما زاد الطين بلة هو هبوب الرياح الذي يعري بيوتهم من
الغطاء ''البلاستيكي'' ومن الصفائح القصديرة ، وهذا يعمق من معاناتهم
وشقائهم
أين حقنا في السكن، وأين برامج المبادرة الوطنية المتمثل في القضاء على البيوت القصديرية؟
انتقد السكان بشدة السياسة التي يتعرضون لها، وأجمعوا في شهاداتهم أنهم محرمون من حقهم في السكن، وفي هذا الصدد يتساءل أحد القاطنين ''إلى متى تستمر معاناتنا في هذه البراريك، ومتى يلتفت المسؤولون والجهات المعنية إلى معاناتنا''. ويضيف قائلا ''نطالب بحقنا في السكن مثل كل المغاربة''، إلى جانب ذلك يتساءل سكان الصفيح بكل من دوار احميمر ودوار الرحالي بمديونة عن مشروع ''إعادة إسكان قاطني الصفيح بكل من دوار احميمر ودوار الرحالي بمديونة''، معتبرين هذا المشروع بالهام والجيد، وأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اعلن عنها صاحب الجلالة محمد السادس والتي هي طرف رئيسي في هذا المشروع ترمي للقضاء على البيوت القصديرية ومنح سكان القصدير بمديونة حقهم في السكن ورد الاعتبار لكبريائهم، لا تهميشهم والتلاعب باحلامهم ....ء
بالصور